على الرغم من أن قضية صندوق ضحايا كردستان أمام المحكمة الأمريكية هي ما يسمى في الولايات المتحدة "قضية مدنية"، إلا أنها تحمل أهمية تاريخية وقانونية. لأول مرة، يتم الكشف عن الجرائم المزعومة الواسعة النطاق لما يُسمى بـ "مؤسسة بارزاني الإجرامية"، بما في ذلك الجرائم الموثقة المزعومة التي ارتكبها ممثلوهم ومحاموهم في واشنطن، وتقديمها إلى المحاكم الأمريكية، وإلى وكالات العدالة الجنائية التابعة للحكومة الأمريكية والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية وحكومات أجنبية أخرى، وجميع هذه الجهات لديها مسؤولية في المتابعة الجنائية المستقبلية ومصادرة الأصول بشكل واسع. لا تُحصى الأعداد الهائلة للانتهاكات الموثقة للحقوق المدنية والإنسانية المحمية دوليًا، وكذلك انتهاكات الحقوق الدستورية الأمريكية.

العديد من الجرائم المزعومة لمؤسسة بارزاني الإجرامية التي يتم تقديمها إلى المحكمة الأمريكية تصنفها الوكالات الدولية على أنها "جرائم ضد الإنسانية"، وتشمل هذه الجرائم الفظيعة مثل القتل، والإبادة، والاستعباد، والتعذيب، والسجن، والاضطهاد، والاختفاء القسري، والإبادة الجماعية، وغيرها.

في هذا التقرير من تقارير المحكمة، نجيب عن سؤالين يطرحهما الكثيرون حول ما هو "المؤسسة الإجرامية" وما هو "مؤسسة بارزاني الإجرامية المستمرة".

كما أعلنت محكمة اتحادية أمريكية رفيعة المستوى، "أعمال المؤسسة الإجرامية هي الجريمة".

في هذه القضية، يتم تقديمها إلى المحكمة الأمريكية كيف أن مسعود بارزاني، مسرور بارزاني، ويسي بارزاني، وأفراد عائلة بارزاني ووكلاءهم وممثليهم يستفيدون ماليًا بشكل غير مشروع من أنشطتهم الإجرامية الواسعة النطاق وغير القانونية، والتي غالبًا ما تكون غير مبلغ عنها ومخفاة وسرية عن السلطات العامة أو الضريبية.

بموجب القانون الأمريكي والدولي، المؤسسة الإجرامية هي مجموعة من الأشخاص الذين يشارك قادتهم وأعضاؤهم وشركاؤهم معًا في السلوك الإجرامي بهدف إجرامي يتجاوز الجرائم الفردية فقط. إنهم مشابهون لكارتلات المخدرات، والمافيا الروسية، ونظام صدام حسين.

مؤسسة بارزاني الإجرامية المستمرة هي بموجب القانونين الأمريكي والدولي منظمة إجرامية، وتُزعم بانتهاكها لمئات القوانين الأمريكية والدولية والعديد من المعاهدات الدولية، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.

أفاد محامو صندوق ضحايا كردستان هذا الأسبوع أيضًا للمحكمة الأمريكية، ولأعضاء رئيسيين في الكونغرس الأمريكي والبيت الأبيض، أن حكومة إقليم كردستان وضباطها ومسؤوليها ووكلائها وممثليها هم جزء أساسي ورئيسي من مؤسسة بارزاني الإجرامية. ووفقًا لبعض التقديرات، فإن مؤسسة بارزاني الإجرامية هي واحدة من أكبر منظمات الجريمة المنظمة في العالم.

الهدف الظاهر لهذه المؤسسة هو السلطة والمال والسيطرة، والحفاظ على قوة وسمعة وأموال عائلة بارزاني وتعزيزها من خلال السرقة والعنف واستخدام الأسلحة النارية والتهديدات بالعنف والإكراه والتعذيب اللفظي والعاطفي والجسدي والمالي. كما يتعلق الأمر بحماية مؤسسة بارزاني الإجرامية وأعضائها وشركائها من الكشف والملاحقة من قبل السلطات القانونية من خلال أعمال الترهيب والتلاعب والرشوة والتهديد بالانتقام من الأفراد الذين شهدوا على الجرائم التي ارتكبها أعضاء وشركاء المؤسسة، وحتى الأشخاص غير المرتبطين. وقد تم تقديم أمثلة محددة إلى المحكمة الأمريكية.

قدمت هذه القضية للمحكمة الأمريكية بشكل واسع كيف استخدم مسعود بارزاني، مسرور بارزاني، ويسي بارزاني، وأفراد عائلة بارزاني ووكلائهم وممثليهم سلطتهم المجمعة لترهيب وتهديد وترويع وخطف وتعذيب وإلحاق الأذى الجسدي والعاطفي وقتل معارضيهم، وتهديد حياتهم المهنية وسبل عيش الضحايا الأبرياء، وحرمانهم من الوظائف والمدفوعات المالية المستحقة، بل وتتبع مواقع خصومهم السياسيين بشكل غير قانوني. كل هذا مخالف للقوانين العراقية والدولية.

مسرور بارزاني هو شخص يحمل الجنسية الأمريكية. وبصفته هذه، فهو مسؤول بشكل خاص لأن الأشخاص الحاملين للجنسية الأمريكية يقدمون تصريحًا تحت القسم للالتزام بجميع القوانين الأمريكية. هذا التصريح هو إعلان يتم تقديمه وفقًا للقانون أمام مسؤول حكومي أمريكي للإدلاء بالحقيقة. أن يتم ذلك بشكل غير صادق يعتبر جريمة فدرالية. الأدلة التي ستقدم في المحاكمة ستثبت أن مسرور بارزاني قام بذلك بشكل احتيالي، وهو ما تم تقديمه إلى المحكمة. العقوبة قد تكون الملاحقة الجنائية وسحب البطاقة الخضراء.

قدم المحامون هذا الأسبوع أيضًا للمحكمة الأمريكية كيف أن حكومة إقليم كردستان، تحت القيادة القمعية لمسعود بارزاني ومسرور بارزاني، ووكلائهم وممثليهم في واشنطن وحتى محاميهم، قدموا العديد من الإقرارات المتناقضة والمتضاربة بشكل مذهل، وكثيرًا تحت القسم، إلى الحكومة الأمريكية، بما في ذلك إلى الرئيس الأمريكي. من غير المعروف ما إذا كانت هذه الإقرارات المتناقضة تهدف إلى خداع وتضليل الولايات المتحدة الأمريكية عمدًا، لكنها تتماشى تمامًا مع النمط الطويل والمستمر والمخطط لمؤسسة بارزاني في التلاعب والتزوير. تم تقديم أمثلة محددة إلى المحكمة الأمريكية، وإلى الكونغرس، وإلى البيت الأبيض. العديد من هذه الإقرارات المتضاربة تنتهك القوانين الأمريكية، على الرغم من أن هذه الجرائم المزعومة لمؤسسة بارزاني لم يتم عرضها على محكمة أمريكية أو كشفها للكونغرس الأمريكي أو البيت الأبيض قبل هذه القضية.

إذن ما هي الجرائم التي ترتكبها مؤسسة بارزاني الإجرامية والتي تم تقديمها أمام المحكمة الأمريكية في هذه الدعوى القانونية الضخمة؟ عدد القوانين الأمريكية والدولية التي يزعم أنهم انتهكوها يُقدر بالمئات، وعدد الانتهاكات التي سيتم تقديمها في المحاكمة يُقدر بعشرات الآلاف، وكثير منها يتعلق بالحقوق والحريات الفردية. وقد جمع محامو صندوق ضحايا كردستان قائمة ضخمة من الشهود الذين سيقدمون شهاداتهم، بما في ذلك العديد من المسؤولين الحكوميين الأمريكيين والضباط العسكريين، والمصرفيين، والموظفين السابقين، والعديد ممن تم تحديدهم فقط كمصادر بشرية سرية من داخل منظمة بارزاني. إنهم يخشون الكشف عن هويتهم في هذا الوقت لأنهم يخافون من أن ذلك قد يؤدي إلى مقتلهم.

في تقرير المحكمة القادم، سنقوم بإدراج جميع الجرائم المزعومة لمؤسسة بارزاني الإجرامية. القائمة الموثقة ضخمة جدًا بحيث لا يمكن إدراجها في هذا التقرير.

الى اللقاء و نراكم في الحلقة التاسعة عشر بأذن الله